
ماسبيرو يحتفي بالذكرى الثمانين لرحيل الإمام المراغي وإرثه الإصلاحي

كتب عادل خفاجي:
في الذكرى الثمانين لرحيل الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي، عقد مركز ماسبيرو للدراسات بالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم وأكاديمية ماسبيرو ندوة فكرية حملت عنوان "الشيخ المراغي.. قراءة معاصرة في إرث الإصلاح بعد 80 عامًا". جاءت الندوة لتسلط الضوء على واحد من أبرز رموز التجديد في تاريخ الأزهر الشريف، وإمام من أئمة الإصلاح الذين تركوا بصمة واضحة في الفكر الديني والتعليمي والقضائي.
افتتحت الكلمات بكلمة ألقاها الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، التي تناولت شخصية الإمام المراغي بوصفه إمامًا أمينًا في سند المصلحين، مؤكداً مكانته التاريخية في مسيرة الأزهر. وتحدث الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية والعميد الأسبق لكلية أصول الدين، عن جوانب التجديد في فكر الإمام، مشيرًا إلى أنه كان سابقًا لعصره في العديد من المواقف الإصلاحية. ومن عائلة الإمام، شارك الدكتور عادل المراغي أحد علماء الأزهر الشريف بكلمة استعرض فيها محطات بارزة من حياة الشيخ المراغي وجهوده الإصلاحية.
الندوة التي استقبل ضيوفها الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، بمكتبه قبل انطلاقها، شهدت حضورًا واسعًا لعدد من الشخصيات الأكاديمية والفكرية، في مقدمتهم الدكتور عطا السنباطي عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، والدكتور محمد نجيب عوضين الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور علي عثمان منصور عميد كلية الدعوة الإسلامية، والدكتور علاء جانب عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، إلى جانب الدكتورة إلهام شاهين الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، والدكتورة إيمان عامر الأستاذة بكلية الشريعة الإسلامية. كما شارك أربعة عشر واعظًا شابًا من منطقة وعظ القاهرة، إضافة إلى عدد من رؤساء شبكة إذاعة القرآن الكريم السابقين.
وقد أثنى الحضور على ما طُرح من أوراق بحثية وأفكار عميقة سلطت الضوء على الدور التنويري والتاريخي للإمام المراغي، سواء في تأسيس كليات جديدة بجامعة الأزهر، أو في تجديد الفكر الديني والقضائي، مما يؤكد أن إرثه الإصلاحي ما زال حاضرًا حتى اليوم.
وخلصت الندوة إلى مجموعة من التوصيات المهمة، أبرزها الدعوة إلى عقد ندوات دورية عن أعلام شيوخ الأزهر، وإنتاج برنامج إذاعي مشترك بين إذاعة القرآن الكريم ومجمع البحوث الإسلامية حول أعلام التجديد الأزهري، إلى جانب تأهيل وعاظ الأزهر عبر برامج تدريبية متخصصة بأكاديمية ماسبيرو لرفع مستوى الأداء الإعلامي والقدرة على مواجهة المواقف والأسئلة الصعبة. كما أوصت الندوة بتعزيز التعاون البحثي بين مركز ماسبيرو للدراسات ومجمع البحوث الإسلامية في مجالات البحوث البينية، بما يفتح آفاقًا جديدة للتجديد الفكري والتأصيل العلمي.
هكذا جاءت الندوة بمثابة إحياء لذكرى الإمام المراغي، ليس فقط كتكريم لرمز من رموز الإصلاح، بل كدعوة متجددة لمواصلة مسيرته في التجديد والتنوير وربط الأزهر بقضايا مجتمعه وتحديات عصره.